اكتشف جذور الصويرة القديمة وأهم مراحل تطورها من موكادور التاريخية إلى مدينة الرياح الشهيرة
تُعدّ مدينة الصويرة، المعروفة تاريخيًا باسم "موكادور" ولقب "مدينة الرياح"، واحدة من أقدم المدن المغربية وأكثرها ارتباطًا بجذور التاريخ، و هي تمتاز بمعمارها المتفرد، وأزقتها العتيقة، وتراثها المتنوع الذي يجمع بين الأصالة والانفتاح، مما جعلها تحتل مكانة مميزة في الذاكرة التاريخية للمغرب.
وبفضل مبانيها الساحرة وأسوارها المنيعة وثقافتها الغنية، أصبحت الصويرة اليوم من أجمل الوجهات السياحية، خصوصًا لدى محبي التاريخ والفنون المعمارية التقليدية وكل من يبحث عن تجربة ثقافية أصيلة.
تاريخ مدينة الصويرة "موكادور" وحضارتها
تحمل الصويرة تاريخًا ممتدًا عبر العصور، إذ بدأت قصتها منذ العهد الفينيقي، ثم تعاقبت عليها حضارات مختلفة شكّلت هويتها الثقافية والاقتصادية.
ومع مرور الزمن، تحولت المدينة إلى مركز مهم للتبادل التجاري البحري والثقافي، ما جعلها محط أنظار القوى العالمية التي رأت فيها موقعًا استراتيجيًا فريدًا على الساحل الأطلسي.
وبتأسيسها الحديث، اكتملت صورة الصويرة كمدينة تجمع بين عمق التاريخ وروح الحداثة، محافظةً على إرثها العريق الذي جعلها واحدة من أشهر المدن المغربية عالميًا.
أصل تسمية مدينة الصويرة وتاريخ تأسيسها
تعود تسمية "الصويرة" إلى كلمة "تسورت"، نسبة إلى الأسوار الضخمة التي تحيط بالمدينة القديمة، أما اسم "موكادور" فمأخوذ من الاسم الأصلي "أمكدول"، والذي تبناه البرتغاليون لاحقًا، وتشتهر المدينة أيضًا بلقب "مدينة الرياح" بسبب كثافة الرياح بها، مما ساعد على ازدهار رياضة ركوب الأمواج.
أهمية الموقع الاستراتيجي لمدينة الصويرة قديمًا
- جسرًا بحريًا للتجارة والملاحة الدولية
- نقطة مهمة لاستغلال الرومان للرخويات والمحار
- مركزًا مهمًا في تجارة السكر خلال الحقبة السعدية
وبعد سيطرة السعديين، تم إعادة بناء المدينة بمساعدة البرتغاليين، وفي عام 1760م أعاد السلطان محمد الثالث بن عبد الله تصميم المدينة بالكامل في حلة حديثة وحديثة، معززة بأسوار ضخمة وأبواب قوية جعلتها حصنًا منيعًا أمام الهجمات البحرية.
مقاومة قبائل الشياظمة للمستعمر
- حاحا
- ركراكة
- الشياظمة
وذلك بتأطير من الإمام الشيخ الجزولي، الذي نسّق جهود المقاومة مع مراكز جهادية أخرى في سوس، و قد اعتمد المقاومون على الحصون البرتغالية لمحاولة صد الاحتلال، وظل الوضع كذلك إلى أن جاءت معركة وادي المخازن، والتي شكلت نقطة تحول مكّنت السعديين من بسط نفوذهم على المغرب.
وخلال فترة السلطان أحمد المنصور، برزت مشاريع تنموية ضخمة، أهمها تطوير صناعة السكر بمنطقة حاحا، وإنشاء معاصر لإنتاجه، كما شهدت المدينة نهضة عمرانية وتجارية كبيرة.
أبرز المحطات التاريخية لمدينة الصويرة (موكادور)
|
الفترة
التاريخية |
أهم
الأحداث |
الجهات
المتحكمة |
|
قبل العهد
الفينيقي |
بداية
التأسيس الأول للمدينة |
الفينيقيون |
|
العصر
الروماني |
استغلال
الصويرة في تجارة الرخويات والمحار |
الإمبراطورية
الرومانية |
|
العصر
السعدي |
إعادة
البناء بمساعدة البرتغال |
السعديون +
البرتغال |
|
عهد المولى
محمد بن عبد الله |
بناء
المدينة الحديثة سنة 1760 |
الدولة
العلوية |
|
الفترة
الاستعمارية |
مقاومة
القبائل ومحاولات الهيمنة |
البرتغاليون
+ فرنسا |
|
العصر
الحديث |
ازدهار
سياحي وثقافي ومعماري |
المملكة
المغربية |
ازدهار مدينة الصويرة في عهد المولى محمد بن عبد الله
يُعتبر عهد السلطان محمد بن عبد الله العصر الذهبي للصويرة، حيث انفتح المغرب على العالم عبر معاهدات واتفاقيات دولية عززت التجارة البحرية.
- بُنِي حصن مرسى موكادور
- تم تجهيز الميناء للصيد طوال السنة
- شُيِّدت مؤسسات وإدارات جديدة
- طُوِّر العمران مع الحفاظ على التراث التقليدي
أهم المعالم التاريخية بمدينة الصويرة
المدينة القديمة
مدينة عريقة تتميز بأزقتها الضيقة وبناياتها التقليدية، محاطة بسور ضخم يشكل حصنًا دفاعيًا، بنائها صلب و مثين لازال صامدا رغم مرور السنين، وقد تم إدراجها ضمن التراث العالمي لليونيسكو سنة 2001.
![]() |
| أزقة ضيقة وسور حجري يروي قصص الصويرة القديمة منذ قرون |
الملاح
يرجع إنشاء حي الملاح إلى عهد السلطان أحمد المنصور في نهاية القرن السادس عشر، و كان الحي يضم التجار اليهود الذين ساهموا في الازدهار الاقتصادي للمدينة.
وخلال الاستعمار الفرنسي، تعرضوا لمحاولات تمييز وإقصاء، لكن السلطان محمد الخامس رفض تلك القرارات وحمى وجودهم.
جزيرة موكادور
تعد الجزيرة واحدة من أبرز معالم الصويرة، وتقع بالقرب من الساحل، و تحتضن هذه الجزيرة آثارًا فينيقية وبقايا أركيولوجية مهمة، جعلتها مكانًا غنيًا من حيث المعلومات و القيمة التاريخية، مما جعلها مقصداً مهما للزوار و الباحثين المهتمين بهذا المجال.
![]() |
| مشهد حديث لسقالة الصويرة الشهيرة حيث يلتقي التاريخ بجمال البحر |
خلاصة
تظل مدينة الصويرة واحدة من أجمل المدن المغربية وأكثرها شهرة داخل وخارج المملكة، وذلك بفضل تاريخها العريق، تراثها المعماري، وعاداتها الأصيلة.
هل سبق لك زيارة مدينة الصويرة أو اكتشاف معالمها التاريخية المدهشة؟ شاركنا رأيك وتجربتك في التعليقات، فمساهمتك تساعد القرّاء الآخرين وتدعمنا في تقديم محتوى أكثر غنى حول تاريخ المغرب ومدنه الساحرة.


