اكتشف تاريخ و حضارة مدينة الرباط "عاصمة الأنوار"!

تاريخ و حضارة مدينة الرباط "عاصمة الأنوار"

ان مدينة الرباط تعد من أعرق المدن المغربية، تاريخها القديم حافل بالمحطات التاريخية المهمة، و يشهد على تعاقب عدة دول و حضارات و سلاطين حكموها في مختلف الحقب التاريخية و بصموا على فترات متفاوتة من حيث العطاء و الازدهار، و منهم من خلف معالم و مآثر تاريخية مهمة لا تزال تشهد على عظمتهم الى حد اليوم.

تاريخ المغرب:  اكتشف تاريخ و حضارة مدينة الرباط "عاصمة الأنوار"!
تاريخ و حضارة مدينة الرباط 

تعاقبت عدة دول و حضارات على حكم مدينة الأنوار الرباط

مدينة الرباط في عهد المرابطين

يعود تأسيس مدينة الرباط إلى عهد المرابطين و هي من المدن التاريخية المهمة بالمملكة المغربية، الدين شيدوها و أحاطوها بسور للحماية من الهجمات البورغواطية و التصدي لكل عدوان، حيث أن الهاجس الأمني السبب الرئيسي وراء هذا الاختيار، و ليكون أيضا نقطة لتجمع المجاهدين. و قد عرفت المدينة عهد الموحدين إشعاعاً تاريخياً وحضارياً، و أصبحت الرباط حصنا في عهد عبد المؤمن الموحدي استعملها كقصبة محّصنة لحماية جيوشه التي كانت تنطلق في حملات جهادية الى الأندلس. وفي عهد حفيده يعقوب المنصور شيد بها سورا متينا فحصنها، وشيّد بها عدة بنايات، من أشهرها مسجد حسان بصومعته الشامخة و التي تعد من أهم المعالم التاريخية بالمغرب و بمدينة الرباط على الخصوص، بما تتميز به من فن المعمار المغربي الأصيل و ما تحمله من نقوش و زخارف رائعة الجمال، مما جعلها قبلة رئيسية للسياح من مختلف المناطق سواء من داخل أو خارج المملكة..

مدينة الرباط خلال فترة حكم الدولة المرينية

وفي القرن الرابع عشر استولى عليها المرينيون، وأنشأوا بها مقبرة شالة المعروفة كإحدى معالمهم التاريخية التي لازالت تشهد على حضارتهم، كما شيد بها السلطان يعقوب المنصور الموحدي سوراً عُرف بالسور الموحدي، بلغ طوله 2263م. وهو يمتد من الغرب حتى جنوب المدينة، ويبلغ عرضه 2.5 م وعلوه 10 أمتار، وهذا السور مدعّم بأربعة وسبعين برجاً، كما تتخلله 5 أبواب ضخمة و هي (باب العلو، باب الاحد، باب الرواح وباب زعير).

أهم المعالم التاريخية التي تم تشييدها في عهد الدولة المرينية فترة ما بين 1284م و 1339م

اتخذ السلطان المريني أبو يوسف يعقوب سنة 1284 م من مقبرة شالة موقعا لدفن ملوك بني مرين وأعيانهم، كما شيد النواة الأولى لمجمعٍ كبير يضمّ مسجداً و بيتا للوضوء وقبة دفنت بها زوجته "أم العز"، و قد حظيت شالة بعدها في عهد السلطان أبي الحسن باهتمام بالغ. كما بنى ابنه السلطان أبو عنان المريني مدرسة شمال المسجد وحماما، كما اهتم بتزيين كل أضرحة أسلافه بمجموعة من القباب المزخرفة ، شكلت نموذجاً حقيقيا للفن المعماري الأصيل لحضارة دولة بني مرين، و خلال القرن الرابع عشر الميلادي (وتحديدا سنة 1339) أحيط الموقع بسور خماسي الأضلاع مدعم بعشرين برجاً مربعاً وثلاث بوابات، متينة و مصممة بإتقان.

مدينة الرباط في ظل حكم دولة السعديين

وفي عهد السعديين عام 1609 تم السماح لأفواج من المسلمين القادمين من الأندلس بالاستقرار بالمدينة، و شيّد بها المورسكيون السور الأندلسي وهو يقع على بعد 21 متراً تقريباً جنوب باب الاحد، ليمتد شرقا إلى برج سيدي مخلوف. وفي هده الفترة تم توحيد العدوتين مدينة الرباط وسلا) تحت حكم دويلة أبي رقراق)، التي أنشأها الموريسكيون. و قد عرف مجاهدو القصبة بنشاطهم البحري، وعرفوا عند الأوربيين ب "قراصنة سلا".

وقد استمر المجاهدون في القتال ضد البواخر الأوربية إلى غاية سنة 1829. و قد أبان أهل الرباط حينها بالكرم و حسن الضيافة اتجاه الأندلسيين الذين قدموا اليها بعد طردهم من إسبانيا، وقد حضر الفوج الأول منهم اليها عام 1239م و وصل فوج آخر في الموجة الأخيرة، يقدر بآلاف الموريسكيين الذي طردوا بقرار من الملك فيليب الثالث في عام 1609م، و قد استقروا في قصبة لوداية و هم من ساهموا في بناء مدينة الرباط .

تاريخ مدينة الرباط خلال فترة الحماية على المغرب مند 1912م

في عام 1912 ( الحماية) اتخذها المقيم العام الفرنسي مقرا رئيسيا له، و تم استغلال موقعها الاستراتيجي و نهب خيراتها بما حملته تلك الحقبة الاستعمارية من استعباد و ظلم من طرف المستعمر، الدي جعلها موقعا تجاريا و اقتصاديا مهما بهدف تسهيل استغلال و سلب ثرواتها الطبيعية و البحرية، خصوصا أنها تضم في ضواحيها سهولا خصبة و غنية تتمثل في أراضي "ازعير"، كما عرفت بعدها ظهور مجموعة من المقاومين الدين شاركوا في صد المستعمر،  كباقي حركات المقاومة التي برزت بكل جهات المملكة المغربية، و التي استمرت الى أن حصل المغرب على استقلاله سنة 1956 ميلادية.

أهمية و مكانة مدينة الرباط بعد الاستقلال.

تلاحقت الأحداث الى أن تمكن المغرب من الحصول على الاستقلال عام 1956 م، ليشرع مباشرة في البناء و التطوير تحت اشراف فعلي من لدن المرحومين الملكين محمد الخامس و الحسن الثاني، و بعدهما تولى الملك محمد السادس إتمام صرح البناء حتى صارت مدينة تضاهي كبريات عواصم العالم، حيث عرفت احداث مجموعة من المشاريع الضخمة كالمسرح الكبير و برج محمد السادس و تجديد محطة القطار و محطة الحافلات للمسافرين، و تهيئة الطرق و الشوارع، و المساحات و الحدائق الخضراء و غير دلك كثيرا.

خلاصة

عموما فمدينة الرباط من المدن التاريخية العريقة بالمغرب، و تضم عدة معالم و مآثر تاريخية، مما جعلها تكون مدينة سياحية بامتياز و تجدب الآلاف من السياح من داخل و خارج المملكة بانتظام و على طول السنة، كما تتميز بتنوعها الثقافي و الحضاري، و كدا عادات و تقاليد غنية و فريدة، و هدا الى جانب عدد مهم من المؤهلات الأخرى، مما جعلها في صدارة المدن المتميزة، و تستحق عنن جدارة لقب "عاصمة الأنوار".

اقرأ المزيد
  المؤلف :   ل . رشيد
المؤلف : ل . رشيد
تعليقات