تاريخ و حضارة مدينة الريصاني مهد الأسرة العلوية الشريفة
تعد مدينة الريصاني و جهة تافيلالت عموما بما فيها منطقة "سجلماسة" من أهم المدن التاريخية المغربية العريقة، و لا غرابة في دلك فهي مهد الأسرة العلوية الشريفة الحاكمة للمغرب مند عدة قرون، حيث تأسست مند سنة 140 هجرية حسب ما ورد بالعديد من المراجع التاريخية.
تاريخ و حضارة مدينة الريصاني |
نبذة عن موقع و تاريخ الريصاني أرض الشرفاء
الموقع الجغرافي للمدينة
تقع مدينة الريصاني العريقة بالجنوب الشرقي للمغرب، و هي تخضع إداريا لعمالة إقليم مدينة الراشدية، تتكون من تجمع سكني مهم بمركزها، و تنتشر بضواحيها مجموعة من القصور و الواحات الجميلة، توجد على الطريق المؤدية من مدينة الراشدية صوب مركزوكة السياحية.
تاريخ مدينة الريصاني قديما
كانت مدينة الريصاني قديما تعرف رواجا اقتصاديا هاما بحكم موقعها المتميز حيث كانت تمثل مكان التقاء القوافل التجارية الوافدة و المتوجهة من و الى السودان و القوافل المتوجهة الى تومبوكتو، و قد ساهم هدا الرواج في تنوعها الثقافي و الحضاري الدي يتنوع بين ما هو محلي أصيل، و بين ما هو أندلسي، و ما هو مشرقي و و ما هو أيضا من الموروث الثقافي الافريقي، كما أنها حاضرة الريصاني كانت تجمع بين مجموعة من الأجناس البشرية التي تتوزع بين العرق الأمازيغي و آخر اندلسي و كدا العرق الأفريقي و بطبيعة الحال ينضاف اليهم العرب.
الاشعاع الثقافي و العلمي الدي كانت تحظى به مدينة الريصاني قديما
لقد عرفت حاضرة الريصاني قديما اشعاعا ثقافيا و علميا مهما وصل أوجه و داع صيتها في عدة مجالات علمية خصوصا علوم الفقه و الشريعة، و يظهر دلك من خلال مختلف العلوم التي كانوا يلقونها علماء و فقهاء بالمسجد الجامع بقصبة سجلماسة، و مدرسة و معهد تم احداثهما خلال تلك الحقبة من أجل تعليم الطلبة الوافدين عليها من مختلف بقاع المملكة و كدا من بقاع أخرى من محيطها، و من أهم علمائها الكبار ندكر الشريف الحسن في العهد المريني و الدي اشتهر بعلم البيان، و اصبح له سيط كبير بين مختلف الطلاب الباحثين عن العلم و المهتمين بالمجال.
أهم المعالم التاريخية بمدينة الريصاني و نواحيها
تضم الريصاني عدة معالم تاريخية مهمة، فمنطقة سجلماسة تعتبر من أهمها و تجدب أعدادا كبيرة من الزوار من مختلف البقاع، أضافة الى انتشار مجموعة من المعالم التاريخية السياحية تتمثل في القصور القديمة التي تحتوي على أبراج و بنايات تقليدية صلبة لازالت تقاوم كل العوامل الطبيعية و صامدة في وجهها، كما أنها مزخرفة و منقوشة بروعة و إتقان، تشهد على تاريخها و رقي حضارتها الى حد اليوم ، كما سبق أن تم العثور على عدة حفريات مهمة بهده المنطقة تشير الى الحضارة العريقة لهده الأرض المباركة و الضاربة في جدور التاريخ و التي تعتبر من جملة الاكتشافات العلمية التي تغني الأبحاث المتعلقة بالمجال إضافة الى سوقها المشهور و الدي يعود تاريخه حسب بعض المهتمين الى القرن الثامن.
حالة و وضعية مدينة الريصاني حاليا و أهميتها بجهة تافيلالت
حقيقة فمدينة الريصاني خصوصا و جهة تافيلالت عموما، لا تزال تحتاج المزيد من المجهودات من طرف كل الفاعلين سواء الدولة أو المنتخبين و كل القوى الحية و أطياف المجتمع المدني، من أجل السعي الى النهوض بتنميتها و تطوير اقتصادها، و انعاش السياحة بها لأنها تشكل أهم دعائم رواجها الاقتصادي و التجاري الى جانب بعض أنواع الفلاحة و المزروعات و لاسيما الثمر، حيث أن المنطقة تتوفر على مؤهلات مهمة طبيعيا من خلال انتشار القصور الأثرية و مجموعة من المعالم المتنوعة، إضافة الى الواحات و رمال .....، مما يجعلها مرشحة لتكون من أحسن الوجهات السياحية داخل المملكة.
أهمية مدينة الريصاني داخل المملكة المغربية
كما هو معلوم فالريصاني و تحديدا منطقة "سجلماسة" تشكل مهد الدولة العلوية، في شخص مؤسسها السلطان مولاي علي الشريف، و الدي لايزال يواري التراب بضريحه بنفس المكان، لدلك تبقى لها رمزية و قيمة كبيرتين داخل المملكة المغربية.
خلاصة
رغم كل العراقيل و الصعوبات التي تصطدم بها التنمية المحلية بالمنطقة، تبقى مدينة الريصاني وجهة سياحية مفضلة لدى العديد من السياح سواء المغاربة أو الأجانب، بفضل موقعها المتميز، كونها صلة وصل بين مدينة الرشدية و منطقة مرزوكة السياحية التي تجلب أعداد مهمة منهم على مدار السنة، و خصوصا فترة الصيف لمن هم يرغبون في الاستمتاع بمنظر غروب الشمس الرائع أو من هم يرغبون في الطب البديل عن طريق دفن أجسادهم تحت رمالها الذهبية الساخنة، و لدلك فهي تستفيد من عبور السياح عن طريقها، مما يتيح لهم اكتشاف ما تتوفر عليه بدورها من إمكانات سياحية لا تقل أهمية عن باقي مناطق المملكة المغربية.