عادات و تقاليد تطوان
تتميز الحمامة البيضاء تطوان بعاداتها و تقاليدها الخاصة بها، رغم اشتراكها و تشابهها في العديد منها مع باقي المدن المغربية، و من أهم عاداتها و تقاليدها تلك الخاصة بزيادة المولود و كدا طقوس شهر رمضان الكريم بما فيه منتصفه و ليلة القدر المباركة و عيد الفطر، و تلك الخاصة بالأعراس التطوانية، و الأسر المتشبثة بهده التقاليد هي تلك المحافظة العريقة، علما بأن التطور السريع على كل المستويات جعل بعضها يسير نحو الاندثار أو على الأقل ادخال مستجدات عليها.
التقاليد و العادات المشهورة في مدينة تطوان |
مناسبة ازدياد مولود جديد و حفل العقيقة بمدينة تطوان من أبرز عادات و تقاليد مدينة تطوان
أجواء الحمل و الوضع عند المرأة التطوانية
تكون المرأة التطوانية الحابل في فترة الحمل في شبه راحة تامة موفورة بعناية خاصة، و عند المخاض تتم المناداة على "القابلة" المعروفة بالحي أو المدينة، التي تحضر على الفور، و يتزامن دلك مع حضور والدة الحامل أو احدى قريباتها، فتعمل "القابلة" بمساعدتها في الوضع طبيعيا اعتمادا على خبرتها، و خلال هده المرحلة يتم ترديد أدعية متداولة معروفة لدى المولدة، و مباشرة بعد الوضع يتم لف الوليد في ثوب أبيض نظيف ما يعرف ب "التسميطة"، و يحضر جده أو أي فرد من الأسرة من الكبار و يعمل على الآدان في أدن الوليد، ثم تخلد "النفساء" للراحة و يحضر الجيران و الأقارب للتهنئة و المباركة.
أجواء حفل العقيقة بمدينة تطوان
و في اليوم السابع يقام حفل العقيقة أو ما يعرف ب "السبوع" حيث يتم دعوة كل الأقارب و الجيران و الأصدقاء، لمشاركتهم فرحهم، و خلال دلك يتم غسل المولود بماء فاتر، ويتم تخليصه من "السرة" و يوضع فوقها بيضة و قطعة حلي فضية، و بعدها يتم سلق البيضة و منحها لطفل يأكلها، فيما يتم تقديم القطعة الفضية لمتزوجة شابة فألا برزقها بولد أو بنت، ثم يتم الاتفاق على اسم المولود باقتراح من والد أو والدته أو أحد أجداده أو جداته أو أي قريب لآخر من الأسرة، و بعدها يتم نحر الذبيحة الخاصة بالعقيقة و التسمية، و يقام حفل بسيط ممزوج بأهازيج شعبية ترددها نسوة و فتيات الحفل.
أهم العادات و الطقوس الروحانية بمناسبة شهر رمضان المبارك بمدينة تطوان
قبل حلول الشهر الكريم تقوم نسوة تطوان بإعداد مختلف أصناف الحلوى بما فيها "الشباكية" ، "بريوات" ، السفوف أو سلو"، "الفقاص" ......، كما يقمن أغلبهن بخياطة لباس تقليدي جديد و نفس الشأن بالنسبة للرجال الدين يقوم أغلبهم بشراء جلباب أو "عباية" تقليدية للصلاة، و في يوم حلوله يتبادل الجيران و الأقارب و الأصدقاء التهاني، ثم يبدا الصيام في أول يوم و عند الإفطار يتم اعداد المائدة بكل أصناف الأكل المختلفة و التي تتشابه الى حد كبير بين مختلف موائد الإفطار المغربية، و يمارسون شعائرهم الدينية في أجواء روحانية تتمثل في صلاة الفرائض بالمسجد قدر المستطاع و صلاة التراويح و مرافقة أبنائهم الصغار الى المسجد و تشجيعهم على صيام يوم أو يومين للتدرب، و في ليلة القدر يقام في كل بيت تطواني حفل ديني بسيط روحاني يتمثل في "البخور"، و التعطر ب "المسك" و ارتداء ملابس تقليدية أنيقة و سماع القرآن الكريم و الصلاة الى وقت متأخر في المسجد احياء لهده الليلة المباركة للتقرب و الابتهال الى الله عز و جل، و يتم اعداد وجبة "الرفيسة أو ما يعرف ب التريد" كوجبة معروفة خصيصا في هده المناسبة الدينية، أما في يوم عيد الفطر فيرتدي الرجال و النساء و الفتيات و الفتيان ملابسهم الجديدة و يتوجه الذكور مع مرافقة بعضهم لأطفاله أو أطفاله الى المصلى لأداء صلاة العيد، ثم يعودون فيتبادلون التهاني بينهم و بين أقاربهم و جيرانهم، و يتبادلون الزيارات مع تقديم الحلوى دات الأشكال المختلفة و بلمستها الأندلسية و كؤوس الشاي لكل من حضر اليهم، و في الغداء يتم تحضير أغلبهم لأكلة "الرفيسة أو التريد" بلحم الدجاج و خاصة ادا كان بالإمكان تحضيرها بلحم الدجاج "البلدي"، و في مساء يوم العيد تخرج الأسر التطوانية للنزهة و الاستمتاع و ليلعب أطفالهن بالحدائق.
العرس التطواني يجسد لعادات و تقاليد مميزة بمدينة تطوان
التحضيرات الأولية للعرس
يبدأ الزواج في مدينة تطوان بحفل خطوبة أو ما يعرف ب "الملاك" ، حيث تنتقل أسرة الخطيب الى منزل الخطيبة و يطلبونها لابنهم و تقديمهم الهدايا و تحديد الموعد لحفل الزفاف، فتشرع الأسرتين في التحضيرات لهدا اليوم المميز في تاريخ أسرتيهما، حيث تعمل أسرة الفتاة بتجهيز ما يسمى ب "شوار لعروسة" تتمثل في الملابس (قفاطين، جلالب، أحدية، ...) و بعض الحلي و المجوهرات، فيما تقوم أسرة العريس بالإعداد للعرس و دعوة الأقارب و الأصدقاء و الجيران و شراء الدبيحة و كل المستلزمات الضرورية الأخرى.
يوم "حمام العروس" و أجواء العرس عند أهل تطوان
و ما يميز بالخصوص العرس التطواني حقا هو ما يعرف ب "يوم حمام العروس بمعية ثلة من العازبات" حيث يتوجهن الى الحمام المحلي و يغتسلن جماعة تحت الزغاريد و الصلاة على أشرف المرسلين، ثم يلي دلك ما يعرف ب "يوم النبيتة" و فيه تحضر العازبات من بنات الأقارب و الجيران و صديقات العروس و يقام حفل بطرب "الحضرة" و "الطبل" و توزع على الحاضرين كلهم الحلوى و "الملوزة" و بعض الأرز كعادة عندهم، ثم يلي دلك ما يعرف ب "يوم الظهور" و خلاله ترافق بعض الفتيات العروس و هن يحملن الشموع، فتنزل عند الحضور الد يتكون حصرا من النسوة دون الرجال، و هي تلبس لباسا تقليديا محليا أصيلا و التاج على رأسها، في أحلى زينة على إيقاع موسيقى محلية لفرقة نسوية، و في يوم الزفاف تحضر أسرة العروس محملة بجهازها و الهدايا المقدمة لها الى بيت العريس، و يتم احياء الحفل على إيقاع الموسيقى الأندلسية و الأهازيج المحلية الشعبية، ثم يتوجه أفراد عائلة الزوج الى منزل الزوجة رفقة "النفار أو الغياط" الدي يطرق الباب و هو يزمر فتردد النسوة مقولتهم المعروفة (عطيونا ديانة نمشو فحالنا"، و بعد دلك تخرج العروس و تركب الهودج و ينطلقون بها و هم يرددون "يا عاشقين النبي طلوا عليه"، كما يتم وضع قطعة من الخبز تحت ابطها و مفتاح في يدها، و أخيرا ترافقها "النكافة" الى بيت زوجها.
خلاصة
عموما تعد مدينة تطوان من أعرق المدن التاريخية، و تملك حضارة و ثقافة و عادات و تقاليد متنوعة مهمة، كما أن مدينة تطوان تعد وجهة سياحية ممتازة يقصدها العديد من الزوار من مختلف المناطق سواء من داخل أو من خارج المملكة، بفضل ما تملكه من معالم سياحية و مآثر تاريخية، و كدا بياتها التحتية الهائلة كالطرق و المنتجعات و الفنادق و المطاعم ......، و لدلك فهي فعلا تستحق برمجة زيارة اليها لاكتشافها مباشرة و الوقوف على خباياها.