تاريخ و حضارة مدينة الجديدة عاصمة دكالة
ان مدينة الجديدة من المدن التاريخية العريقة في المملكة المغربية، تتميز بتاريخها الحافل بالأحداث، و تضم مجموعة من المعالم و المآثر المهمة التي تشهد الى اليوم على عظمة الحضارات التي تعاقبت على حكمها.
تاريخ و حضارة مدينة الجديدة |
نبذة سريعة عن مدينة الجديدة و أصل تسميتها
ان الاسم الأصلي لمدينة الجديدة هو "مازيغن" و دلك نسبة الى ميناءها التجاري الدي كان يعرف رواجا تجاريا كبيرا خاصة في تصدير الحبوب، و يعود تاريخه الى حكم البورغواطيين، و بعد الاحتلال البرتغالي خلال القرن 16 و بعدهم الفرنسيون تم تغيير الاسم الى اسم "مازغان"، مع الإشارة الى أن اسم مازيغن قد جاء دكره في كتاب نزهة المشتاق للرحالة "الادريسي" و دلك في الحقبة التاريخية ما بين ولادته 1100 و وفاته ، 1165، و كدلك من خلال كتاب للعلامة القاضي عياض في الفترة ما بين ولادته 1083 و وفاته 1149.
الحضارات و السلاطين الدين تعاقبوا على حكم مدينة الجديدة
لقد تعاقبت عدة حضارات و سلاطين عظماء على حكم مدينة الجديدة، حيث تم الاستيلاء عليها من طرف الاسبان خلال الفترة ما بين 1580 – 1640، و بعدها سطر عليها البرتغال خلال الفترة ما بين 1640 – 1769، و أخيرا تم استرجاعها من طرف العلويين في هده السنة الأخيرة و دلك على يد السلطان محمد بن عبد الله، و قد عرفت المدينة تطورا كبيرا على المستوى الثقافي مند القرون الوسطى، حيث شيد بها البرتغال القصبة الشهيرة بخبرة كبار مهندسيهم، و كانت تسمى "البريجة" كتصغير لاسم "برج" و تشييد عدة مباني عسكرية و مدنية و حدائق و تقوية مركزها التجاري، و في عهد الدولة العلوية عمل السلطان محمد بن عبد الله بحصار القصبة فلم يجد البرتغاليون بدا من الانسحاب، و استمر حكم العلويين بها وصولا الى حقبة حكم السلطان مولاي عبد الرحمان الدى سهر على إعادة البناء و التشييد ، حيث تمت إعادة هيكلتها و صيانة و بناء ما تم تدميره خلال فترة الاحتلال، مع العمل على تقوية مكانتها في كل الميادين.
أهم المعالم و المآثر التاريخية في مدينة الجديدة
و من أهم المعالم التاريخية بالمدينة التي خلفتها الحضارات و الدول التي تعاقبت على حكمها هناك القصبة كمعلمة رئيسية بالمدينة مع أسوارها، و كدا الحي البرتغالي، و معلمة "بنك المغرب"، و معلمة البريد و هو ما يعرف محليا ب "وطيل لابوسط" ، "مسرح عفيفي" ، "القباضة"، "بارك الشاطئ"، "حديقة كاليني"، ......
أهمية مدينة الجديدة داخل المملكة المغربية
ان مدينة الجديدة تعد مدينة عريقة بتاريخها الضارب في جدور التاريخ، و كما عرفت ازدهارا اقتصاديا كبيرا مند القرون الوسطى، فهي الى حد اليوم تعد قاطرة للتنمية في البلاد من خلال توفير جهة دكالة لنسبة مهمة من المنتوجات لا سيما الخضر و الفواكه و الحبوب في الأسواق المغربية و تصدير جزءا منها الى الخارج، كما تعد وجهة سياحية مفضلة للعديد من السياح بفضل توفرها على عدة شواطئ و بنيات تحتية عالية الجودة متمثلة في الفنادق و المنتجعات و المطاعم و المقاهي .....، كما تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي فهي قريبة من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء مما يساعدها في ترويج منتوجاتها إضافة الى قربها من عدة مدن كبيرة كمراكش و سطات و اسفي و الصويرة و برشيد.
المجهودات و المشاكل التي تعيق تطور و تنمية شاملة للمدينة
يجب التنويه بالمجهودات التي توليها السلطات الوطنية و المحلية و مختلف تشكيلات المجتمع المدني للنهوض بالتنمية الشاملة للمدينة، الغنية بتراثها و ثقافتها و حضارتها و تقاليدها و عاداتها الراسخة، كما أن مدينة الجديدة واحدة من المدن الجميلة التي تستحق الزيارة و اكتشاف أصالتها و عراقتها و كرم سكانها، فهي تعد من بين أحسن الوجهات السياحية بالمملكة المغربية، مع إمكانية تحسين مردودها و تنميتها على صعيد كل المستويات لا سيما في القطاع الفلاحي و السياحي و كدا الصناعي، حتى تصير في مصاف المدن النموذجية.
خلاصة
غير أنها تعاني من عدة مشاكل تحتم على السلطات المعنية و كل المتدخلين و المنتخبين التدخل لحلها للرقي بها و تطويرها خاصة من خلال إعادة تهيئة و تجويد مختلف البنيات التحتية بما فيها الطرق و الأرصفة و المساحات الخضراء ......، و كدلك بدل المزيد من الجهود في مجال النظافة و تكليف احدى الشركات الرائدة في المجال للسهر على نظافة و جمالية المدينة التي يستحق أهلها الأفضل.