تاريخ و حضارة مدينة تطوان "الحمامة البيضاء"
تأسست مدينة تطوان فعليا بعد سقوط غرناطة بالأندلس عام 1492 م، حيث بعدها ظهرت هده المدينة و عرفت تحولات تاريخية و حضارة عريقة، تشكلت من الحضارتين الغرناطية و الموريسكية، و يمكن الحديث تاريخيا حول هده المدينة في فترتين مختلفتين أولاهما تاريخها القديم، و ثانيهما تاريخها الحديث.
تاريخ و حضارة مدينة تطوان |
تاريخ مدينة تطوان يتمحور في محطتين أساسيتين قديمة و حديثة
بالنسبة لتاريخ مدينة تطوان القديم
يعتبر وجود
مدينة تطوان ضاربا في أعماق التاريخ، فقد كانت هناك بالجانب الغربي لها مدينة أطلق
عليم اسم "تمودا" و هي رومانية، و التي وجدت خلال القرن الثالث ما قبل
الميلاد، و هو أفضت اليه نتائج الحفريات التي أجريت بالمكان، و الحصن الدي شيده
الرومان المحيط بالمدينة خلال القرن الحادي عشر لايزال شاهدا على دلك الى حد
اليوم، ثم تمت تقوية القلعة و تحصينها في الحقبة الموالية و دلك خلال سنة 1307
ميلادية، و قد كانت مكانا لترتيب انطلاقات المقاومة بغية تحرير المدينة السليبة سبتة،
كما عرفت سنة 1399 ميلادية هجوم ملك اسبانيا على المدينة و تدميرها.
بالنسبة لتاريخ مدينة تطوان الحديث
يمكن الحديث عن هده الفترة ابتداء من القرن الخامس عشر الميلادي، و تحديدا بعد سقوط مملكة غرناطة من طرف سلاطين الكاثوليك، حيث بناها سيدي علي منظري، ثم استقر بها مجموعة من اليهود و المسلمين بعد مغادرة الأندلس، فانتعشت المدينة و عرفت رواجا اقتصاديا مهما، غير أن أطماع البرتغال و الاسبان في استغلال ثروات المدينة دفعتهم الى شن هجومات على المدينة مما ألحق بعمرانها عدة خسائر لا سيما خلال الفترة ما بين القرن السادس عشر و القرن السابع عشر، وقد بقيت هده المدينة صامدة في وجه كل الأطماع و تواصل مسيرتها التنموية التي اكتملت بوصول الأسرة العلوية الشريفة، حيث أولى كل سلاطينها و ملوكها عناية خاصة بهده المدينة الجميلة من خلال اعداد بنياتها التحتية المختلفة كالموانئ و المطارات و الطرق و الفنادق و المنتجعات .... و احداث المؤسسات الضرورية بما في دلك المؤسسات الصحية و التعليمية و الترابية .....، و تم تأهيل هندستها المعمارية و تنمية اقتصادها جهويا لا سيما في الميدان السياحي، و غير دلك من باقي المجالات التنموية.
أهم التسميات و المعالم التاريخية الخاصة بمدينة تطوان
أهم معالم المدينة
توجد
بمدينة تطوان عدة معالم تاريخية سياحية ندكر منها على سبيل المثال لا الحصر قلعة المنظري
الدي يعد باني مدينة تطوان، الجامع الكبير الدي تم تشييده خلال القرن الثامن من
طرف مولاي سليمان، قصر الباشا الريفي الدي يعود تاريخه الى القرن 19، المدينة
القديمة بأحيائها العتيقة و هندستها المعمارية الأندلسية، أسوار المدينة التي
بناها الرومان و التي لا تزال شاهدة على حضارة هده المدينة،......
مختلف التسميات التي أطلقت عليها
لقد أخدت مدينة تطوان الجميلة و عرفت بعدة تسميات حسب المراحل التاريخية و الحضارات المتعاقبة على الحكم فيها، و لقبها الحالي المعروفة به بين كل المغاربة بل و حتى بين السياح و المؤرخين و المهتمين و هو "الحمامة البيضاء" لتمثال الحمامة البيضاء الواقع بمركز المدينة المشهور بها، و من أهم التسميات التي أطلقت على مدينة تطوان اسم "تطوان" و هو الاسم الرسمي وطنيا و المستعمل في مختلف الوثائق الرسمية، و هناك اسم "تطاون" و هو اسم يعرفه التطوانييون محليا، و اسم "تطاوين" و هو اسم تجده في العقود و الوثائق المتداولة قديما بالمدينة، و هناك اسم "تيطاوين" دكره العالم ابن خلدون في بعض كتبه بمناسبة الحديث عن هده المدينة العريقة، و كدلك اسم "تطاون" كما دكرها العالم أبو عبيد الأندلسي في احدى كتبه.
خلاصة
لا يمكن حصر الحديث عن تاريخ مدينة تطوان في مقال، بل يتطلب دلك الى تخصيص كتاب كامل للحديث عن كل تفاصيل تاريخ و حضارة هده المدينة السياحية العريقة الجميلة، و الغنية بثقاتها و عادات و تقاليد أهلها عادات و تقاليد أهلها ، و التي يعشقها كل المغاربة و تجلب زوارا و سياحا بأعداد كبيرة من مختلف بقاع العالم، و لدلك فعلى كل المتدخلين بكل ألوانهم إعطاء أهمية أكبر لصيانة كل معالم المدينة التاريخية و المحافظة عليها لتبقى شاهدة على عظمة الأسلاف.