صومعة حسان تحفة معمارية في الرباط
تعد صومعة حسان من المآثر التاريخية الرئيسية في مدينة الرباط، و من أهم المعالم الأثرية و التاريخية في المملكة المغربية، و هي موقع مهم يرتاده العديد من الزوار من مختلف مناطق المغرب، و يتوافد عليه عدد مهم من السياح الأجانب من مختلف بقاع العالم، فهده المعلمة مشهورة و معروفة ليس محليا فقط، فهي و كمثيلاتها في باقي مناطق المغرب لا سيما "مسجد الكتبية" و "مسجد القيروان " و غيرهم من المساجد العريقة، فانه معروف و مشهور عبر العالم، و تشييدها و بناءها يرجع للعصر الموحدي، و كانت بمثابة أكبر مسجد في المملكة المغربية و البلاد العربية ابان حكم الدولة الموحدية.
صومعة حسان تحفة معمارية فنية في الرباط |
بداية بناء هدا الصرح المعماري التاريخي
لقد تم إعطاء لبنة بناء هدا الصرح المعماري التاريخي من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، و دلك سنة 1195 م – موافق لسنة 593 ه، و قد تم تشييده على مساحة شاسعة تتجاوز 2500 م . مربع، حيث أن طوله يقدر ب 180 م و عرضه يقدر ب 140 م، بنيانه مكونة من الحجارة الرملية، الجبص، رخام أصيل، أخشاب عالية الجودة و الفخامة كالأرز، إضافة الى نقوش و زخارف رائعة الجمال،
توقف عملية بناء مسجد حسان بعد وفاة السلطان يعقوب المنصور و نهب مكوناته
بعدما توفي السلطان يعقوب المنصور سنة 1199م ، توقفت عملية البناء، كما تعرضت لوازمه و معداته للنهب و السرقة، خاصة في عهد السلطان السعيد الموحدي، الدي عمد الى اقتلاع أخشاب و أبواب المسجد و صنع منها أجفان كبيرة و التي تعرضت للاحتراق فيما بعد، ليكون بدلك قد فسح المجال للصوص و المخربين في نهب ما تبقى من تحفه الخشبية، و هده السرقات بقيت مستمرة لا سيما خلال حكم السعديين و بنو مرين و غيرهم.
صنع باخرة كبيرة بأخشاب فاخرة منهوبة من مسجد حسان
لقد تمكن مجموعة من القراصنة من أن يصنعوا بواسطة أخشاب مسجد حسان التي تم الاستيلاء عليها، باخرة كبيرة سموها "كراكجية" التي انتزعها منهم فيما بعد " السلطان محمد بن عبد الله"، و بقيت معداته و تحفه تندثر خاصة بعد الزلزال الدي عرفته مدينة لشبونة الدي ساهم في تخريب مجموعة من أعمدته، و بعدها تعرض لحريق مهول أدى الى القضاء على جزء مهم من محتويات بناياته و ألحقه خسائر فادحة.
أهم مكونات و ملحقات مسجد حسان بالرباط
و يتكون هدا المسجد العريق من مجموعة من الملحقات و البنايات، أولها صالة للصلاة بتصميم هندسي رائع توجد بالقرب من الصحن و منارته، كما يضم 18 أسكيب، و تتخلله أعمدة ضخمة و شاهقة العلو يقدر مجموعها ب 400 عمود، و يصل علوها الى 40 م، كما يضم المسجد محرابا كبيرا يقدر طوله ب 3 متر، و عرضه يقدر ب 3 متر، و يسيجه سور ضخم عالين و تتوسطه عدة أبواب كبيرة تقدر ب 16 باب، و يقدر علوها ب 10 م تقريبا و ما يتجاوز هده المسافة عرضا، و تتميز كل بنايات المسجد بفن الزخرفة و النقش مما شكل تحفة فنية رائعة الجمال، يحاكي فن المعمار الإسلامي الأصيل لا سيما دلك الموجود في الأندلس و فاس و تحديدا "مسجد القيروان"، و يحتوي صحن مسجدنا هدا على مجموعة من الآبار التي تضمن له المياه الكافية مع قنوات صرف المياه المستعملة الى الخارج.
أهمية و مكانة صومعة حسان ضمن مآثر و معالم المغرب التاريخية
تبقى صومعة حسان من أهم و أعرق المآثر التاريخية الموجودة بالمملكة المغربية، و هي عبارة عن تحفة فنية و مزار مهم لكل محب و شغوف بعبق التاريخ، حيث بالوقوف أما هدا الصرح تغوص بك نقوشه و زخارفه و بناياته و فنية معماره الإسلامي الأصيل، ليسبح بك في عظمة الحضارات و الدول الكبيرة التي تعاقبت على حكم المغرب، و تظل هده البنايات شامخة مند دلك التاريخ الطويل و الى حد اليوم دون أن تتأثر بعوامل الطبيعة و المناخ و مرور السنين.
ضرورة حماية و صيانة هده المعلمة التاريخية المهمة داخل المملكة المغربية
ان صومعة حسان و باقي المساجد العريقة بالمملكة المغربية تحظى بأهمية بالغة من قبل السلطات التي تعمل على صيانتها و حراستها، و زادت أهميتها في السنوات الأخيرة بشكل أكبر من خلال القيام بدوريات مراقبة أبنية كل مساجد المملكة سواء القديمة أو الحديثة، للوقوف على حالتها و التدخل عند الضرورة بالصيانة، و عليه فمن واجب كل واحد المحافظة على كل المعالم التاريخية التي تشكل ارثا تاريخيا و ثروة مهمة تشهد على حضارة المملكة المغربية، تشهد على السلاطين العظماء و الحضارات العريقة التي تعاقبت على الحكم فيها.