وليلي في مكناس من أهم معالم الحضارة الرومانية
تعتبر مدينة وليلي الأثرية من أهم المعالم التاريخية بالمملكة المغربية، حيث أن بقاياها الأثرية الضاربة في أعماق التاريخ تجدب السياح من كل البقاع على مدار السنة، و دلك لاستكشاف عظمة الحضارات التي تعاقبت على الحكم في المغرب، و في مقالنا هدا سنحاول التطرق لمجموعة من المعلومات المهمة حول هده التحفة التاريخية القيمة.
وليلي في مكناس من أهم معالم الحضارة الرومانية في المغرب |
نبذة عامة عن مدينة وليلي الأثرية
تسمى مدينة وليلي أيضا باسم "فوليبليس"، و تعود أثارها
للرومان، فقد بنيت على مساحة تقدر بحوالي أزيد من 42 هكتار، و الأثار التي تضمها
بداخلها تعود لمجموعة من المساكن التي شيدت فيها في تلك الحقبة من الزمن، و دلك
حسب المؤرخين ترجع لما قبل عصر المسيح، كما تضم أيضا أثار حمامات و أبراج و أقواس
مزينة بالنقوش و الزخارف و الفسيفساء، و قد عرفت حينها بإنتاج غلة الزيتون بكميات
وفيرة، كما يحيط بالمدينة سور ضخم، تتخلله مجموعة من الأبواب، و عددها سبعة و
أضخمها الباب المعروف باسم "الكوة الثلاث"، كما شيدت بها في عهد الحضارة
الرومانية مباني شاهقة، كمقام الامبراطور أو الحاكم.
أهم الأحداث التي عرفتها مدينة وليلي في عهد الرومان
و قد عرفت مدينة وليلي عدة أحداث أهمها الثورة التي قادها سكان
المدينة في العام أربعين ميلادي في وجه امبراطورية الرومان، و التي أعطت أكلها
بحيث تخلى الرومان عن فرض الضرائب عليهم و اعفائهم منها لمدة عشرة أعوام، و بعدها
تابع الثوار ثوراتهم الى أن أجبروا الرومان على الانسحاب منها و دلك سنة 285
ميلادية.
و انتشر الدين الإسلامي بمدينة وليلي خلال القرن الثالث من الميلاد، و
بقيت في صدارة المدن مشعة و تحتل مركزا مهما، الى غاية بناء مدينة فاس من طرف السلطان مولاي ادريس الأول هو أول سلاطين دولة الأدارسة و مؤسسها، و انتهت تماما و لم
يبقى منها سوى الأثار التي تظل باقية الى يومنا هدا و دلك بعد أن تعرضت لزلزال
مدمر خلال القرن 19 أدى الى هدم أغلب
البنايات التي لم يبقى منها سوى الأطلال.
تاريخ المدينة الأثرية وليلي القديم
تعد مدينة وليلي من اهم الأثار تاريخيا، فهي تجسد عظمة الحكام والسلاطين الدين حكموا المغرب، و ابرعو في فن المعمار الروماني، و هي احدى معالم
الحضارة الرومانية العريقة، فتشييدها حسب أغلب المؤرخين و الأركيولوجيين تعود لما
بين القرن الأول و التاني من الميلاد، و تتلخص هده الحضارة بداية بحكم
"كاليجولا" الدي تمكن السيطرة على مناطق الشمال الافريقي، بعدما توفي "بتولمي"
صنو ملك الأمازيغ "يوبا 2" ، فبسطت الإمبراطورية الرومانية نفودها بكل
هده المناطق، و قد تركز بها السكان لكونها
كانت تتوفر على أراضي خصبة و ثروات طبيعية مهمة كإنتاج الزيتون و هو ما جعل
الرومان يولوها عناية خاصة، و قد عرفت مدينة وليلي تطورا و ازدهارا كبير مند ق 3
الى العام 40 الميلادي، كما أظهرت أبحاث من خلال مجموعة من الكتابات المنقوشة بالخط
اللاتيني على أن سكانها كانوا مسيحيين، و دخول العرب و الإسلام كانت بدايته خلال ق
8 الميلادي تزامنا مع حكم المولى ادريس أول سلاطين دولة الأدارسة.
موقع مدينة وليلي الأثرية
توجد هده المدينة الأثرية المهمة بالقرب من مدينة مكناس العاصمة الإسماعيلية،
و كدا على مقربة من مولاي ادريس الزرهون، و لها تسمية ثانية هي
"فوليبليس" و سماها بعض العرب أيضا ب "قصر فرعون" و آخرون
سموها "قصر قارون".
معالم مواقع مدينة وليلي الأثرية
تضم مدينة وليلي مجموعة من الآثار التاريخية التي خلفتها الحضارة
الرومانية، فهناك أثار مساكن، و مخابز، و حمامات البخار، مع أقواس، و أبراج، إضافة
الى السور الضخم الدي يحيط بالمدينة و بقايا الأبواب التي تتخلله، و غيرها من
المعالم ، غير أن أهمها هو قصر "كردينوس" العملاق الدي تتجاوز مساحته
188 متر مربع، و الدي بني بها خلال العام 283 الميلادي من طرف "كوردينوس
3"، و بها أيضا تمثال ضخم .....، كما تحتوي البنايات على نقوش و زخارف و
كتابات بالحروف اللاتينية و مجموعة من الرسوم التي تنم عن عظمة حضارة الرومان.
القيمة السياحية لمدينة وليلي الأثرية
تكتسي هده المدينة الأثرية قيمة مهمة في تاريخ المملكة المغربية، فهي
من المعالم التاريخية القديمة و الضاربة في أعماق العصور القديمة، و تشهد على
حضارة الرومان بالمنطقة و ما خلفوه من مباني و مدى براعتهم في اتقان فن المعمار الأصيل،
و نظرا لهده المزايا، فهي تعد مكانا يستقطب عددا مهما من السياح و المستكشفين و
المهتمين بالتاريخ من كل بقاع العالم، لدلك فهدا الموقع و نظرا لأهميته و قيمته
فقد تم ضمها الى التراث العالمي باليونسكو و دلك مند سنة 1997 ميلادية.
خلاصة
تبقى مدينة وليلي من أهم المعالم التاريخية بالمغرب، الى جانب عدد كبير من المعالم المهمة المنتشرة عبر كل مناطق المملكة، و التي تستدعي حمايتها و صيانتها و ترميمها للمحافظة على هدا الكنز الثمين، الدي يشهد على عظمة الأسلاف و الحضارات و الدول التي تعاقبت على حكم المغرب،