أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

يعقوب المنصور من أعظم سلاطين المغرب!

 يعقوب المنصور من أعظم سلاطين المغرب

يعتبر السلطان يعقوب المنصور أحد أهم و أبرز الشخصيات التاريخية التي عرفها المغرب، تولى الخلافة بعد أن توفي والده السلطان يوسف ابن عبد المومن بعد مبايعته و اجماع شيوخ القبائل عليه كخلف لأبيه، و عرف عنه أنه كان قوي البنية ممشوق القد، متواضع و كريم، ملم بالسياسة و الدين، حكيم، صادق، و صارم، كما كان يتميز بحسن الخطابة و البلاغة، و كان عادلا في أحكامه المبنية على الشريعة، و لا يتوانى في تطبيقها حتى في حق المقربين منه أو من أل بيته أو أقاربه، كما عرف عنه شجاعته في الجهاد، و يظهر دلك في كونه قام بإعداد جيش قوي تهابه أكبر الجيوش وقتها، الشيء الدي ساعده في تحقيق عدة انتصارات و فتوحات مهمة.

شخصيات تاريخية مغربية: يعقوب المنصور من أعظم سلاطين المغرب!
يعقوب المنصور من عظماء سلاطين المغرب

خلافة و منجزات السلطان يعقوب المنصور  الموحدي

الخلافة

تكلف السلطان يعقوب المنصور بخلافة الدولة الموحدية عام 1184 ميلادية، و استمر في الحكم الى غاية سنة 1199 ميلادية، و عرفت مدة خلافته عصرا زاهيا سمي ب "العصر الدهبي"، فقد كان مثالا للجهاد في سبيل الله، و قدوة في إقامة العدل بين الناس، و نشر الإسلام، فقد كان يقف على كل تفاصيل و أحوال الرعية من صغيرهم الى كبيرهم و يجالس كل أطياف المجتمع و خصوصا الفقراء منهم و المحتاجين و يحاول قضاء مآربهم، كما أنه كان يصلي أحيانا كثيرة بالناس في دور الامام، كما اهتم بالعلوم لاسيما علوم الطب و علوم الهندسة خصوصا فن المعمار و علوم الشرع حيث كان يحث على الالتزام بنصوص القرآن و السنة النبوية الشريفة، و كان سخيا مع العلماء و يشجعهم على العطاء و البحث.

المنجزات 

من أهم منجزات السلطان يعقوب المنصور الموحدي أنه هو من قام بإنهاء بناء مدينة الرباط التي تعد العاصمة الإدارية الحالية للمملكة المغربية الشريفة حاليا، أطلق عليها اسم "رباط الفتح"، و شيد بها عدة مؤسسات و مباني من أهمها مستشفى كبير قام ببنائه على شكل تحفة معمارية مميزة من خلال نقوشه و زخارفه و حدائقه الخضراء، و اهتم به كثيرا حيث زوده بمختلف الأدوية التي يسهر على انتاجها علماء طب متخصصون، و وضع به الأفرشة الخاصة بالمرضى و كل الضروريات لراحتهم الى حين شفائهم، و قد كان يستقبل العديد من المرضى من المدينة و خارجها.

الفتوحات التي قادها 

بخصوص جهاده و قوته و شجاعته فتظهر من خلال محاربة الممالك التي كانت تعاديه أشد عداوة و أهمها مملكة البرتغال و قشتالة، و كان يتقدم جيشه في كل المعارك و يقاتل جنبا الى جنب مع جنوده الأشاوس، فبعد ولاء بنو غانية له بداية و بعد أن حاول اخضاعهم لسلطة الدولة الموحدية تمردوا عليه و اتحدوا مع مجموعة من شيوخ بجاية الجزائرية و ألفوا جيشا كبيرا، و دخلوا في حروب مع الموحدين دامت مدة طويلة،

السيطرة على جزر البليار و بداية ضعف الدولة الموحدية

و خلال سنة 1189 ميلادية تمكن يعقوب المنصور من احكام قبضته و سيطرته على "جزر البليار"، و استمر في محاربتهم في المغرب مما أنهك كثيرا جنوده الشيء الدي ساهم في بداية ضعف الدولة الموحدية في بلاد الأندلس، و هدا ما شجع البرتغال لمحاربته في الأندلس بمساعدة جيوش الألمان و الانجليز الدين تواطؤوا مع ملك البرتغال ضد السلطان يعقوب المنصور، و بفعل توالي المعارك و انهاك جنود الموحدين فقد تمكن البرتغال أخيرا من الاستيلاء على احدى مدن المسلمين و عاثوا فيها فسادا، ثم تمكنوا من الزحف على اشبيلية.

معركة الأرك تعد أهم معركة انتصر فيها السلطان يعقوب المنصور الموحدي

لقد حقق الخليفة يعقوب المنصور الموحدي عدة انتصارات و فتوحات خاصة ضد اسبانيا، و من أهمها تلك المعركة المعروفة تاريخيا باسم واقعة "الأرك" سنة 591 هجرية كآخر معاركه، التي انتصر فيها على جيش الاسبان بقيادة ملكها "الفونسو الثامن"، و على اثرها تم إعطائه اللقب الشهير "المنصور".

وفاة السلطان يعقوب المنصور

تنتهي رحلة هدا السلطان العظيم بعدما بنى بسلا، حيث توجه اليها انطلاقا من مراكش لمعاينة مدينة "المهدية" التي بناها بالقرب من سلا، فوافته المنية هناك و دلك في سنة 1199 ميلادية الموافق ل 595 هجرية، ليكون بدلك فعلا أقوى و أعظم سلاطين الدولة الموحدية ابان حكمها المغرب.

خلاصة

رغم انتصار البرتغال على السلطان يعقوب المنصور بفعل انهاك جنوده من جراء محاربة بنو غانية و مؤيدوهم من شيوخ بجاية، فانه يبقى من أقوى الشخصيات التي عرف التاريخ الإسلامي، فقد كان مثالا في الشهامة و الشجاعة و العدل و التواضع و الجهاد، و قد حقق خلال فترة خلافته عدة فتوحات إسلامية، و سعى الى اصلاح أحوال المسلمين من خلال نشر الدين الإسلامي و الوعظ و الارشاد، و اهتم بالمعمار و بنى مدينة الرباط، التي لا تزال صامدة بها مجموعة من المعالم التاريخية شاهدة بها على عظمة هدا السلطان، كما اهتم بالطب و علوم الهندسة و الشريعة .... و خول العلماء مكانة مهمة و شجعهم على البحث و العطاء.

  المؤلف :   ل . رشيد
المؤلف : ل . رشيد
تعليقات