مدينة شالة أهم المواقع الأثرية بمدينة الرباط بالمغرب
ان المملكة المغربية تضم عدة معالم تاريخية و مواقع أثرية ضاربة في جدور التاريخ، و من أهمها هناك مدينة شالة الأثرية التي توجد بمدينة الرباط العاصمة الإدارية للمغرب، الملقبة بعاصمة "الأنوار"، و قد تم العثور بهده المدينة الأثرية على مجموعة من الآثار التي تعود الى فترات زمنية جد قديمة، يعود بعضها الى حقبة ما قبل الديانة المسيحية.
مدينة شالة أهم المواقع الأثرية في مدينة الرباط |
تأسيس مدينة شالة الأثرية و أصل تسميتها
حسب مجموعة من المؤرخين و علماء الآثار، يرجع تاريخ بناء هده المدينة الأثرية العريقة، يرجع للقرن السادس قبل الميلاد، و قد بينت الأبحاث تعاقب عدة دول و حضارات على الاستقرار بها كالرومان و الفنيقيون و الوندال و الموريكسيون .....، و قد كانت تسمى قبل تسمية "شالة" باسم "سلا"، و التي تعني في اللغة الآرية و الفنيقية "الكثرة"، و أطلق عليها هدا الاسم قديما نظرا لأهميتها الاقتصادية حينها، حيث تعد مركز تجاريا رئيسيا، تعرف رواجا ضخما.
موقع مدينة شالة الأثرية في مدينة الرباط
لقد تم اختيار موقع مدينة شالة الأثرية بعناية و دقة متناهية، لدا تم بنائها بمكان يطل على نهر أبي رقراق و تطل على مصبه بالمحيط الأطلسي، مما جعل من هدا الموقع أن يكون مثاليا و محوريا في التجارة في تلك الحقبة التاريخية القديمة، و موقعها الاستراتيجي المهم أعطاها اشعاعا كبيرا، و تعتبر اليوم من أجمل و أحسن الأماكن السياحية الأثرية بالمملكة المغربية.
وصف مدينة شالة الأثرية
تحمل مدينة شالة الأثرية تراثا ضخما عريقا بين جدرانها التاريخية، فهي تتكون من بنايات صلبة قديمة، و تتخللها أقواس مبنية على الطريقة الرومانية، كما توجد عدة نقوش رائعة لها علاقة بالحضارة المرابطية، و بها مسجد عريق بمنارته، و بمحاذاته مدرسة عتيقة للبحث العلمي و التعلم، و تم تزيينه بالزخارف و الفسيفساء، يعود تأسيسه للدولة المرينية ما بين سنتي 1244 ميلادية و 1465 ميلادية، مع الإشارة أن مدينة شالة كانت لها مكانة خاصة في العهد المريني لكونهم استقروا بها، و دفن بها أغلبهم بالمقبرة التي أحدثوها بها المسماة مقبرة الشهداء، كما أقاموا بها حديقة بهية خضراء فسيحة بشجار و نباتات متنوعة، مما زادها رونقا و جمالا.
أهم المعالم التاريخية بمدينة شالة الأثرية
مسجد أبي يوسف يعقوب :
و هو المسجد الدي بناه السلطان المسمى باسمه هدا المسجد، و قد تم بنائه على أنقاض احدى البنايات الرومانية العتيقة بوسط مدينة شالة الأثرية، و يضم مجموعة من النقوش و الزخارف الرائعة، على الشكل و الطابع الإسلامي الأندلسي.
حوض الحوريات :
من أشهر الأماكن السياحية بمدينة شالة، و يختزن هدا الحوض قديما عدة أساطير، فقد كان يعتبر مقدسا، و أن الناس يحضرون اليه و يلقون وسطه قطعا معدنيا و يطلبون مبتغاهم، فيتحقق أمرهم.
الحصن أو ما يعرف باسم رباط الفتح:
و هو عبارة عن أسوار و قلاع تطل على واجهة المحيط الأطلسي، كانت تستعمل في صد الهجومات و الاعتداءات الموجهة ضد المدينة، و هو ما جعلها سدا منيعا في وجه الغزاة.
أهمية مدينة شالة الأثرية ضمن المعالم التاريخية بالمملكة المغربية
تكتسي مدينة شالة الأثرية أهمية كبيرة، كواحدة من أهم المعالم التاريخية داخل المغرب، و مند مدة طويلة و الحفريات مستمرة بهذا الموقع المهم، لاكتشاف ما يخفيه من أسرار حضارية عريقة، و أخر ما توصل اليه علماء الآثار به، هو اكتشاف حمام على الطراز المعماري الروماني ضخم، و مدفئة، و موقعا للتعبد مع تمثال يتعلق بآلهة الرومان، و تشير الأبحاث الى أن هده الآثار تعود لفترة طويلة من الزمن تصل الى حقبة ما قبل الديانة المسيحية، و يعود هدا الإنجاز العظيم في مجال الحفريات و الأثار الى شهر نونبر من سنة 2023م.
خلاصة
ان مدينة شالة الأثرية التاريخية، كانت مدينة رئيسية و مهمة لدى الرومان، خلال الفترة التي كانوا يتواجدون بها على التراب المغربي، و دلك بفضل موقعها الاستراتيجي، و هو ما جعلها تكون محورا تجاريا مهما، و استقطبت عددا كبيرا من السكان الدين استقروا بها في دلك الزمن، و لا سيما منهم النبلاء و الأثرياء الدين كانوا يتعاطون التجارة. ان مدينة شالة الأثرية تجلب أعدادا كبيرة من السياح من الداخل و الخارج، مما يساهم في اشعاع مدينة الرباط التاريخية، و تربعها على قائمة أفضل الوجهات السياحية داخل المملكة المغربية، و كدا على المستوى العالمي، خصوصا أنها تتوفر على عدد كبير من المعالم التاريخية، و مختلف البنيات التحتية الضرورية لانعاش السياحة، التي تساهم في التنمية المحلية و الوطنية.