أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

معالم تاريخية في المغرب: المدرسة البوعنانية تحفة معمارية في مدينة فاس العالمة

المدرسة البوعنانية تحفة معمارية في مدينة فاس العالمة

تضم مدينة فاس العالمة التي تعتبر العاصمة العلمية للمغرب عدة معالم تاريخية، تجعل منها تحتل مكانة مهمة على المستوى الوطني و القاري بل و حتى على المستوى العالمي، و دلك من حيث كون مجموعة منها مصنفة ضمن مقدمة قائمة التراث العالمي لدى منظمة ""اليونسكو"، و من بين هده المعالم نتطرق في مقالنا هدا الى احدى المدارس العتيقة التاريخية، و هي المدرسة البوعنانية.

معالم تاريخية في المغرب: المدرسة البوعنانية تحفة معمارية في مدينة فاس العالمة
المدرسة البوعنانية من أهم معالم مدينة فاس

مدكرة تعريفية  حول المدرسة البوعنانية

تعتبر المدرسة البوعنانية من أهم معالم مدينة فاس العريقة، و تعد من المدارس العلمية المهمة التي شيدت في عهد الدولة المرينية، و تعتبر كواحدة من أهم و أقدم المدارس العتيقة، توجد بالقرب من المدينة القديمة، تجلب بانتظام و على مدار السنة عددا كبيرا من المهتمين و الباحثين في التاريخ و التراث، و كدا أعدادا كبيرة من السياح من داخل المملكة و خارجها، مما يساعد في تنمية القطاع السياحي بالمدينة و اشعاعها الثقافي و الحضاري.

تأسيسها وأصل تسميتها 

هي مدرسة علمية عتيقة يعود تأسيسها الى حقبة الحكم المريني، و قد كانت بداية تشييدها خلال عام 1350 ميلادية، بأمر من السلطان أبي عنان المريني، الدي عرف عنه اهتمامه بالبحث و العلم، و رعاية الطلاب، و الاهتمام بالفقهاء و العلماء، و بالنظر لمكانتها لديه فقد بناها غير بعيد من مكان قصره الخاص المعروف حاليا باسم "الطالعة"، و استغرق بنائها حوالي 6 سنوات و لم يتم الانتهاء من بنائها حتى غاية عام 1355 ميلادية، و قد تمت تسمية هده المدرسة ب "البوعنانية" نسبة الى الدولة المرينية و مؤسس المدرسة نفسها السلطان أبي عنان المريني، و التي تعرف أيضا باسم "المدرسة المتوكلية".

وصف داخلي و خارجي للمدرسة البوعنانية

الوصف الخارجي للمدرسة

توجد المدرسة البوعنانية بين فاس الجديد و حي الطالعة، تتميز بجدرانه الشاهقة، المتينة و الصلبة، عبارة عن بناية رئيسية تتشكل منها المدرسة و ملحقاتها المتعددة، كما يوجد في الجانب المقابل لها "بيت للوضوء" خارجي، و تم تثبيت ساعة جدارية مائية رائعة بالقرب من بيت الوضوء المذكور والتي تعرف الى غاية يومنا هدا باسم "المكانة"، و للمدرسة عدة أبواب منها بابين مفتوحين من جهة الشمال، و ثالث من جهة الجنوب.

الوصف الداخلي للمدرسة

تتخلل المدرسة و مختلف بنايتها و ملحقاتها نقوش و زخارف راقية، أصيلة عربية إسلامية، تشهد على عظمة و براعة الدين أشرفوا على بنائها، فالجدران و المباني مزينة و مزخرفة بإتقان، مع أرضيات من الزليج المغربي الفاسي، و الجبص و النقش على أخشاب الأبواب و النوافذ، مع رسومات هندسية و كتابات قرآنية مرصعة، و يتوسطها "صحن" ضخم مكسوة أرضيته بالرخام الأصلي الناصع البياض، و أحواض ماء أخرى مربعة الشكل.

و تتكون من عدة مرافق و ملحقات، ندكر من بينها فضاءات للتعليم عبارة عن قاعتان، و صالة واسعة لأداء الصلاة، تتمثل في مسجد كبير بمئذنته و محرابه المتميز بالنقوش الجميلة، و بيت وضوء، و كتاب قرآني، إضافة الى مجموعة من الغرف المخصصة لطلبة العلم الدين كانوا يقيمون بها، و تتوفر أيضا على بعض الملحقات الأخرى التابعة لها "أحباس" تتمثل في حمامات، مساكن، دكاكين ...، إضافة الى عدة مرافق أخرى متنوعة، تجعلها فضاء متكاملا يلبي كل حاجيات الطلبة الدين كانوا يتابعون دراستهم بها.

أهمية المدرسة البوعنانية بالنسبة لفاس و المملكة

تعد هده المدرسة من أهم المعالم التاريخية داخل مدينة فاس و كدا داخل المملكة المغربية، و قد ساهمت في تكوين العديد من الطلبة و الباحثين، و تخرج منها العديد من الفقهاء و العلماء و المفكرين، و قد ظلت منارة علمية الى الأمس القريب و دلك الى غاية القرن 17 الميلادي، و بفعل عوامل الطبيعة و الهزة الأرضية التي سبق أن تعرضت لها مدينة فاس، فقد لحقتها خسائر مهمة على مستوى بناياتها، فتم اخضاعها للصيانة و الترميم عدة مرات، كان آخرها خلال سنة 2017 ميلادية من قبل وكالة التنمية المحلية لفاس، و بعد الانتهاء من صيانتها، تم الحاقها لجامع القرويين الدي يعتبر  أقدم جامعة في العالم.

خلاصة

ان مدينة فاس من أعرق مدن المملكة المغربية، و لا غرابة في دلك كونها عرفت أعظم الحضارات، و تعاقب على الحكم فيها، سلاطين و زعماء أكفاء و أقوياء، بصموا على تاريخ مجيد خلال فترات حكمهم بها، و تضم مجموعة من أقدم و أشهر المدارس العلمية العتيقة في المغرب، و هده التحف المعمارية الرائعة التي تساعد في تنمية السياحة، و بالتالي النهوض بالتنمية المحلية، وجب الاهتمام بها و الاستمرار في صيانتها و حمايتها، من أجل المحافظة عليها كارث نفيس لفائدة الأجيال اللاحقة.

  المؤلف :   ل . رشيد
المؤلف : ل . رشيد
تعليقات