الكسكس التقليدي المغربي: طريقة تحضير الكسكس المغربي الأصيل، مكوناته و طقوس تقديمه

طريقة تحضير الكسكس المغربي الأصيل، مكوناته و طقوس تقديمه

الكسكس المغربي هو واحد من أشهر الأطباق التقليدية في المغرب، ويعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي المغربي الأصيل، يرمز إلى العائلة والتجمعات الكبيرة، حيث يقدم غالبًا في المناسبات الاجتماعية والدينية و و لاسيما يوم الجمعة، و يعتبر الكسكس وجبة غذائية متكاملة تجمع بين الحبوب والخضروات والبروتينات الحيوانية، وهو ليس مجرد طعام يتم استهلاكه، ولكنه يعكس الروابط العائلية والطقوس الاجتماعية المغربية، و تجمع أفراد الأسرة كلها حول طبق كبير في جو مفعم بالمحبة و البهجة، مما يقوي أواصر العلاقات بين الأهل و الأحباب.

الكسكس التقليدي المغربي: طريقة تحضير الكسكس المغربي الأصيل، مكوناته و طقوس تقديمه
طريقة تحضير الكسكس المغربي الأصيل، مكوناته و طقوس تقديمه

المكونات الأساسية للكسكس المغربي

يتميز الكسكس المغربي باحتوائه على مجموعة متنوعة من المكونات التي تجمع بين المواد النباتية والحيوانية، و هده المكونات الأساسية تشمل:
السميد: يعتبر السميد هو العنصر الرئيسي في طبق الكسكس المغربي، و هو عبارة عن حبوب قمح مهروس في شكل سميد، و قد يكون أيضا عبارة عن حبوب الشعير المهروس ما يعرف محليا ب "البندق"، حيث يتم طهيه بالبخار وتفتيته و تقليبه عدة مرات حتى يصير ناعمًا.
الخضروات: عادةً ما يتم استخدام مزيج من الخضروات الموسمية مثل الجزر، اللفت، البطاطس، القرع الأخضر الصغير ما يعرف ب "كورجيط"، والقرع الأحمر، و الكوار، و البادنجان، و غيرها، و عموما فطبق الكسكس في المغرب يكون مشكل من عدة خضروات و لدلك سمي عند الغالب بالكسكس بسبع خضروات "سبع خضاري".
اللحم: يعتمد الكسكس المغربي على نوع اللحم المستخدم، سواء لحم الضأن، البقر أو الدجاج.، و لا سيما منه الدجاج البلدي الدي يزيده لدته رائعة. البهارات: تتكون بهارات طبق الكسكس التقليدي عند أهل المغرب من الملح، الزعفران، القرفة، الكمون، الكزبرة و الفلفل الأسود و الفلفل الأبيض "الزنجبيل" مع إمكانية إضافة مواد أخرى اختيارية، و أيضا ضرورة إضافة البقدونس و اختياريا الفلفل العادي "الحار".
الحمص والزبيب: يُضاف الى المواد السابقة كمية من الحمص المطبوخ والزبيب المجفف مع بعض البصل "المعسل" تتشكل قوق الخضر و اللحم عند التقديم، و دلك لإضفاء نكهة حلوة على الطبق.

طريقة تحضير الكسكس المغربي

لتحضير الكسكس المغربي التقليدي، تحتاج إلى اتباع عدة خطوات دقيقة، من أجل الحصول على طبق شهي، فإليكم الطريقة بالتفصيل:

التحضير الأولي لسميد الكسكس

يوضع السميد في اناء يسمى "الكسكاس" على نار متوسطة لمدة تتراوح بين 10 و 15 دقيقة، و يكون تحته القدر الدي وضعت به الخضروات و اللحم للطهي، فينضج السميد على البخار بفضل الثقوب الصغيرة الموجودة ب "الكسكاس"، ثم يوضع في صينية التي من الأفضل أن تكون من مادة الفخار تعرف محليا باسم "القصعة" ويضاف إليه القليل من الماء لتبليله، ثم يُفرك السميد بالأصابع جيدا حتى يتم تفتيته، و يرد تانية الى "الكسكاس" للنفس المدة الزمنية و يفرك بنفس الطريقة، فتعاد هده العملية ثلاث مرات على الأقل الى أن يصير السميد ناعما و طريا، فيترك جانبا الى أن يجف قليلاً.

طهي اللحم والخضروات

يوضع اللحم في قدر خاص، ويتم قليه في القليل من الزيت مع البصل والبهارات، ثم يُضاف اليه الماء وتُترك على النار حتى ينضج اللحم، و بعد ذلك، تُضاف الخضروات إلى القدر وتُطهى حتى تصبح لينة، و عند اضفة الخضروات يتم وضع "الكسكاس" فوق القدر و يوضع به السميد لتبخيره و فركه كما أشرنا لدلك أعلاه.

تقديم طبق الكسكس

يبعد نضج كل المكونات من لحم و خضروات و سميد، يتم سكب الكسكس في طبق كبير يكون غالبا من الفخار عند أغلب الأسر التقليدية يدعى "القصعة"، و يُرتب فوقه اللحم والخضروات.، ثم يُزين بالحمص المطبوخ والزبيب المحلى.

طقوس تقديم الكسكس في المغرب

الكسكس عند أهل المغرب ليس مجرد طبق يُقدم على المائدة، بل يخفي طقوساً اجتماعية وثقافية عميقة، حيث يتم تقديم الكسكس غالباً في المناسبات الاجتماعية مثل الأفراح، الأعياد، و كدلك في يوم الجمعة.
يوم الجمعة: يعد يوم الجمعة اليوم المثالي لتناول الكسكس، حيث يجتمع كل أفراد العائلة بعد صلاة الجمعة لتناول هذا الطبق الشعبي التقليدي الأصيل، و الدي يُعتبر رمزاً للتلاحم العائلي، ومناسبة لتجديد أواصر المحبة و الأخوة بينهم.
التقديم الجماعي: غالبا يتم تقديم الكسكس في طبق كبير يعرف ب "القصعة" ، ويتجمع الجميع حوله لتناوله بأيديهم أو باستخدام الملاعق، وهو ما يرمز إلى الوحدة والتآلف بين أفراد الأسرة.

فوائد الكسكس الصحية

الكسكس المغربي ليس فقط وجبة لذيذة، ولكنه أيضًا طبق كامل يحتوي على العديد من المواد الغدائية الأساسية و الفوائد الصحية.
غني بالألياف: السميد المستخدم في الكسكس يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تعزز صحة الجهاز الهضمي، خصوصا عند استعمال سميد القمح أو الشعير الكاملين.
مصدر جيد للطاقة: الكسكس يحتوي على الكربوهيدرات المعقدة التي تمد الجسم بالطاقة و الحيوية على مدار اليوم.
مصدر للبروتين: ان اللحم أو الدجاج المستخدم في الكسكسن و لا سيما ادا كان من النوع الجيد كاللحم "البلدي"، فانه يضيف قيمة غذائية عالية من البروتينات التي تدعم بناء العضلات وصحة الجسم.
الفيتامينات والمعادن: الخضروات المستخدمة في تحضير الكسكس غنية بالفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين C، البوتاسيوم، والمغنيسيوم، مما يعزز الصحة العامة.

الكسكس طبق المناسبات الخاصة

في المغرب، يُعتبر الكسكس أحد الأطباق الرئيسية التي تُقدم في المناسبات الخاصة مثل:
الأعراس: هناك البعض من الأسر المغربية التي تفضل تقديم الكسكس بلحم الضأن في حفلات الزفاف كرمز للكرم والاحتفال.
الأعياد الدينية: أغلب العائلات في المغرب تحرص على تحضير و تقديم طبق الكسكس في الأعياد الدينية و خصوصا في عيد المولد النبوي الشريف، و كدلك في يوم عيد الفطر، و كدلك تحضيره برأس الأضحية وأرجلها خلال مناسبة عيد الأضحى.
المناسبات العائلية: يبقى طبق الكسكس أيضا حاضرا في العديد من المناسبات العائلية الأخرى اختياريا، فبعض الأسر تعمل على تقديمه في حفلات الخطوبة والولادة و العقيقة، و كدلك تقديمه للمحتاجين كصدقات خصوصا خلال أيام شهر رمضان و في يوم الجمعة.

الكسكس حول العالم

على الرغم من أن الكسكس يُعتبر طبقاً مغربياً بامتياز، إلا أنه انتشر في جميع أنحاء العالم، بفضل السياحة و الترويج للثقافة و الحضارة المغربية الأصيلة، حيث أصبحت مجموعة من المطاعم تقدم النسخ الحديثة منه في أوروبا وأمريكا، و كدلك في عدة دول عربية و افريقية، فصار تحضيره يتم بطرق مختلفة ومتنوعة، سواء بإضافة الخضروات الموسمية أو اللحوم المشوية، مع احتفاظ المغرب بنسخته الأصلية المتميزة التي لا تجد لها منافسا.

الخلاصة

يبقى الكسكس المغربي طبقًا فريدًا يعبر عن هوية وثقافة و عادات و تقاليد المغرب العريقة، فسواء كنت تتناوله في أحد المطاعم التقليدية أو تحضره في منزلك، فإن هذا الطبق سيظل رمزًا للتقاليد العريقة والروابط العائلية في المغرب، فالكسكس المغربي لا يعد مجرد وجبة طعام، بل هو تجربة ثقافية تجمع بين الماضي والحاضر و غوص في حضارة و تاريخ المغرب العميق، و يساهم في الاشعاع السياحي للمملكة الى جانب أطباق أخرى تقليدية كثيرة، يفضلها أغلب السياح الوافدين على مختلف المدن السياحية بالمغرب.
  المؤلف :   ل . رشيد
المؤلف : ل . رشيد
تعليقات