في هذا المقال، نستعرض تاريخ جامع الكتبية بمدينة مراكش، معمار المسجد، أصل تسميته، دوره الديني والثقافي، وأهم ما يميزه مقارنة بغيره من المساجد المغربية.
![]() |
مسجد الكتبية في مدينة مراكش |
📍 موقع مسجد الكتبية وأهميته في قلب مراكش
يقع مسجد الكتبية في قلب مراكش، بالقرب من ساحة جامع الفنا الشهيرة، وعلى مقربة من قصر البديع والأسوار التاريخية للمدينة العتيقة، و هو ما يجعل هذا الموقع الاستراتيجي للكتبية مركزًا روحيًا وثقافيًا هامًا للمراكشيين وزوار المدينة الوافدين ليها من مختلف بقاع العالم.
يمثل المسجد نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، ويشكّل بفضل هندسته ومعماره تحفة تجذب أنظار كل من يمر بمراكش، سواء كان سائحًا أو باحثًا في التاريخ أو معماريًا شغوفًا بالفن المعماري الأندلسي المغربي الإسلامي.
يشتهر المسجد بصومعته المميزة الشاهقة، و التي أصبحت نموذجًا لصوامع عدة بنيت لاحقًا، مثل صومعة مسجد حسان بالرباط، والجيرالدا في إشبيلية، مما يدل على التأثير العميق للعمارة الموحدية في العالم الإسلامي والأندلسي.
يمثل المسجد نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، ويشكّل بفضل هندسته ومعماره تحفة تجذب أنظار كل من يمر بمراكش، سواء كان سائحًا أو باحثًا في التاريخ أو معماريًا شغوفًا بالفن المعماري الأندلسي المغربي الإسلامي.
🕰️ تاريخ مسجد الكتبية: من عهد المرابطين إلى المجد الموحدي
تأسس جامع الكتبية سنة 1147م في عهد الخليفة عبد المؤمن بن علي الكومي، مؤسس الدولة الموحدية، بعد سيطرته على مراكش وإسقاط حكم المرابطين، وقد بُني المسجد على أنقاض مسجد قديم يعود للمرابطين، ولكن الموحدين أعادوا تصميمه بالكامل بما ينسجم مع رؤيتهم الدينية والمعمارية الجديدة.يشتهر المسجد بصومعته المميزة الشاهقة، و التي أصبحت نموذجًا لصوامع عدة بنيت لاحقًا، مثل صومعة مسجد حسان بالرباط، والجيرالدا في إشبيلية، مما يدل على التأثير العميق للعمارة الموحدية في العالم الإسلامي والأندلسي.
![]() |
فن العمارة من الداخل لمسجد الكتبية |
🧱 وصف مسجد الكتبية: معمار متناسق وصومعة شامخة
🌟 التصميم الداخلي:
يتألف المسجد من 17 جناحًا طوليًا مدعومة بالأعمدة، وتضم ما يزيد عن 100 عمود، ويغطي السقف أقواس أندلسية تقليدية بتصميمات أنيقة، وتبلغ مساحته حوالي 5300 متر مربع، ويتسع لما يزيد عن 20,000 مصلٍ، ما يجعله من أكبر المساجد في شمال أفريقيا.🗼 صومعة الكتبية:
تُعد صومعة الكتبية (أو مئذنته) من أبرز ما يميز المسجد، بارتفاعها البالغ 77 مترًا، ومغطاة بالزخارف الأمازيغية التقليدية الممزوجة بنقوش أندلسية، وهي مكسوة بالحجر الوردي الذي ينسجم مع لون المدينة، وتتوجها أربع كرات نحاسية ذهبية شهيرة، تشكل رمزًا معماريًا فريدًا صار من بين أهم الرموز و المعالم التاريخية في مراكش.🌿 حديقة الكتبية: واحة هادئة تحت ظلال التاريخ
تحيط بـ مسجد الكتبية حديقة أنيقة وهادئة تُعد من أجمل المساحات الخضراء في قلب مراكش، و تمتاز الحديقة بأشجار النخيل والزيتون، وممرات مرصوفة بعناية، ونوافير مائية جميلة تضيف أجواءً من السكينة على المكان، كما تعتبر هذه المساحة ملاد مثالي للاستراحة والتأمل، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالة مباشرة على صومعة الكتبية والتقاط أجمل الصور في أجواء يغمرها عبق التاريخ وروعة الطبيعة.![]() |
حديقة محيطة بجامع الكتبية |
🧭 لماذا سُمي مسجد الكتبية بهذا الاسم؟
ترتبط تسمية المسجد بـ"الكتبيين"، وهم بائعو الكتب والمخطوطات الذين كانت تنتشر محلاتهم قرب المسجد في العصور الوسطى، ومن هنا جاءت تسمية "الكتبية"، لتدل على موقع كان يمثل مركزًا فكريًا يجمع مختلف المفكرين و العلماء من كل بقاع الأرض، و مركزا دينيًا في آن واحد كونه كان يشكل ملتقى الفقهاء و أهل الدين و الشريعة الإسلامية من شتى الدول الإسلامية.تعزز هذه التسمية من البعد الثقافي للمكان، إذ لم يكن مجرد موضع للصلاة، بل كان مركزًا للعلم والتأمل وتبادل المعرفة.
🕌 الفرق بين مسجد الكتبية القديم والجديد
يُقال إن الموحدين شيدوا مسجد الكتبية مرتين بسبب خطأ في تحديد اتجاه القبلة في النسخة الأولى، فبعد اكتشاف الخطأ، تم بناء المسجد الثاني بجانبه مباشرة، مع احترام الاتجاه الصحيح للقبلة، و دلك حرصا من المسلمين و في مقدمتهم حكام المغرب الدين تعاقبوا على الحكم فيه على تشبتهم بالدين الإسلامي و تطبيق تعاليمه السمحة، حيث كان أساس بناء جامع جديد هو انحراف المسجد القديم قليلا عن القبلة، فتم تدارك الأمر ببناء المسجد الجديد العملاق البديع في احترام تام لوجهة قبلة المسلمين.اليوم، لا تزال بعض آثار المسجد الأول ظاهرة، وقد تم الحفاظ على بقاياه كجزء من التراث المعماري، في حين تُستخدم النسخة الثانية (الحالية) للصلاة والعبادة.
🌍 مسجد الكتبية والمعالم التاريخية في مراكش
يُعد مسجد الكتبية نقطة محورية ضمن مجموعة من المعالم التاريخية في مراكش، مثل قصر الباهية، وساحة جامع الفنا، وأسوار المدينة القديمة، ومدرسة بن يوسف.زيارتك للكتبية تمنحك فرصة فهم السياق التاريخي والديني والثقافي الذي شكل هوية المغرب عموما و هوية المدينة الحمراء بالخصوص و دلك على مر العصور، و لهذا السبب، غالبًا ما تُدرج زيارة جامع الكتبية ضمن كل الجولات السياحية المنظمة التي تكون مؤطرة و مصحوبة بالمرشدين.
🧭 كيف تصل إلى مسجد الكتبية؟ (خريطة ونصائح الزوار)
المسجد يقع في منطقة يمكن الوصول إليها بسهولة مشيًا على الأقدام من ساحة جامع الفنا، و عموما تتوفر مدينة مراكش السياحية كل وسائل النقل منها الجوي و الطرقي "الحفلات" و النقل الحضري "حفلات النقل الحضري و سيارات الأجرة" و كدا وسائل النقل التقليدية المشهورة في المدينة و هي " الكوتشي"، و توجد أيضا مواقف سيارات قريبة عند قيام الزائر بجولته بواسطة سيارته الخاصة، و هو ما يساعد على أريحية كاملة في التنقل و التجوال بين مختلف معالم و آثار مدينة مراكش التاريخية.نصائح للزوار:
* يسمح للمسلمين فقط بالدخول إلى المسجد لأداء الصلاة.* يُفضل الزيارة عند الغروب لالتقاط صور مميزة مع خلفية جبلية.
* احرص على احترام قدسية المكان في حال كنت سائحًا.
🌟 مسجد الكتبية في عيون الزوار والسياح
يصفه الزوار بأنه "رمز مراكش" و"منارة روحية وسط المدينة"، وتنتشر صوره في بطاقات البريد والكتب السياحية والمقالات العالمية، وقد اختارته عدة مواقع كأحد أجمل المساجد في شمال أفريقيا.من أكثر ما يلفت انتباه الزوار عند قيامهم بزيارة الجامع :
* جمال الصومعة عند الغروب.
* هدوء و جمال الحديقة و الساحة المحيطة.
* إمكانية التقاط صور بانورامية مبهرة من زوايا متعددة.
🖼️ صور رائعة لمسجد الكتبية من زوايا مختلفة
لإثراء تجربتك، و توثيق زيارتك الى المدينة الحمراء ننصح الزوار بأخد صور جميلة للمكان، خصوصا منها :* الواجهة الأمامية للمسجد.
* صومعة الكتبية من الجهة الغربية.
* المسجد ليلاً مع إضاءة مراكش.
* منارات المساجد المشابهة له في المغرب وإسبانيا.
✨ خلاصة: لماذا يجب أن تكتب "مسجد الكتبية" على قائمة زياراتك؟
سواء كنت باحثًا في التاريخ، عاشقًا لفن العمارة المغربية الإسلامية، أو مجرد سائح في مراكش، فإن مسجد الكتبية هو محطة لا غنى عنها و لا تفوت فرصة زيارته، فهو ليس فقط أحد المعالم التاريخية في مراكش، بل يعد رمزا من رموز الحضارة المغربية الإسلامية التي لا تزال تنبض بالحياة رغم قدمها الضارب في أعماق التاريخ و بقيت صامدة في وجه كل عوامل الطبيعة بما فيها زلزال الحوز الدي عرفته المنطقة مؤخرا، و هدا ينم عن عظمة الأسلاف في بنائهم لها بمواد صلبة و تصميم متقن.إنه أكثر من بناء حجري، بل قصة ممتدة عبر قرون من الإيمان والفن والتاريخ.
✨ هل زرت مسجد الكتبية من قبل؟ شاركنا تجربتك أو احفظ هذا المقال لرحلتك القادمة إلى مراكش، فالتاريخ بانتظارك هناك! 🕌🌿